![]() |
Cutting Ornamental Plants: Is It the Best Solution |
ندرة المياه في مصر وأسبابها الرئيسية.
تُعد مصر من أكثر الدول المعرضة لندرة المياه والتأثيرات السلبية لتغير المناخ، وذلك بسبب موقعها الجغرافي واعتمادها شبه الكامل على نهر النيل كمصدر رئيسي للمياه. خلال العقود الأخيرة، واجهت البلاد انخفاضًا ملحوظًا في مواردها المائية نتيجة النمو السكاني المتسارع، وتزايد الطلب على المياه، وسوء إدارة الموارد المتاحة، إلى جانب تأثير بناء السدود على طول مجرى النهر، وعلى رأسها سد النهضة.
في مواجهة ندرة المياه: هل التضحية بنباتات الزينة ضرورة أم خيار خاطئ؟
- فقدان التنوع النباتي المحلي، حيث تُفقد أنواع نباتية مميزة لا يمكن استعادتها بسهولة.
- تدهور خصوبة التربة بسبب غياب النباتات التي تحافظ على البنية الحيوية للتربة وتزويدها بالعناصر الغذائية.
- اختفاء بعض الكائنات الحية، إذ تُعتبر النباتات مصدرًا رئيسيًا للغذاء والمأوى للعديد من الحشرات والطيور والحيوانات، ما يؤدي إلى خلل في التوازن البيئي.
- اضطراب دورة المياه الطبيعية، حيث يساهم تقليل عمليات التبخر والنتح في ضعف تشكل السحب ونقص الأمطار وزيادة معدلات الجفاف.
- انخفاض تغذية المياه الجوفية، فالأشجار تلعب دورًا مهمًا في تسريب المياه إلى باطن الأرض.
- تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، إذ أن غياب النباتات يعني تراكم المزيد من ثاني أكسيد الكربون في الجو.
- تدهور جودة الهواء نتيجة غياب دور النباتات في امتصاص الملوثات وتنقية الغلاف الجوي.
- فقدان الجمال البصري والراحة النفسية، خصوصًا في المدن والمناطق السياحية التي تعتمد على المساحات الخضراء لتوفير بيئة مريحة وجذابة.
- خسارة وظائف قطاع زراعة وصيانة النباتات، بما في ذلك المزارعين، الفنيين، وموردي نباتات الزينة.
- تراجع إنتاج المواد الطبيعية مثل الأخشاب، الزيوت، الأصباغ، وغيرها من المنتجات المستخلصة من النباتات.
- تأثر الصناعات الزراعية مثل صناعة الأسمدة، المبيدات، ومستلزمات الزراعة المرتبطة بإنتاج نباتات الزينة.
- انخفاض قيمة العقارات نتيجة تراجع مستوى التنسيق الطبيعي في المساحات الحضرية وفقدان الأشجار والمناظر الجمالية.
نباتات الزينة: حل بيئي وجمالي مستدام للمدن ومكافحة التصحر.
وفي هذا السياق، يُعتبر إنشاء "الأحزمة الخضراء" من أنجح الحلول البيئية، إذ تساهم هذه المساحات الخضراء الفاصلة بين المناطق الزراعية والصحراوية في الحد من آثار التصحر، وتحسين خصوبة التربة، وضمان بقاء الرقعة الزراعية في مواجهة التغيرات المناخية والبيئية.
هل يُغطي العائد الاقتصادي لنباتات الزينة تكلفة استهلاك المياه؟
تُثار أحيانًا تساؤلات حول مدى جدوى الاستمرار في زراعة نباتات الزينة في ظل أزمة ندرة المياه التي تعاني منها مصر، خاصةً مع ارتفاع تكلفة مياه الري. لكن الأرقام والإحصائيات تؤكد أن منافع نباتات الزينة تفوق بكثير كمية المياه التي تستهلكها. وفقًا للإحصاءات الرسمية، تُقدر إجمالي كمية المياه المستخدمة في الري في مصر بحوالي 65.61 مليار متر مكعب سنويًا. ومن بين هذه الكمية، لا تتجاوز حصة نباتات الزينة حوالي 216.5 مليون متر مكعب سنويًا، أي ما يمثل تقريبًا 0.33% فقط من إجمالي المياه الزراعية.
أما من حيث التكلفة، فباستخدام أنظمة الري الحديثة مثل الري بالتنقيط والري الموضعي، تُقدّر تكلفة ري نباتات الزينة بحوالي 433 مليون جنيه سنويًا، شاملاً تكاليف التشغيل والمعالجة. ورغم هذه التكلفة، فإن العائد الاقتصادي لنباتات الزينة يثبت جدواها بوضوح. فبحسب دراسة حديثة صادرة عن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، بلغ إجمالي قيمة سوق نباتات الزينة والزهور عالميًا عام 2021 نحو 39 مليار دولار، وكانت حصة مصر منها حوالي 0.7%، أي ما يعادل نحو 273 مليون دولار أمريكي.
بمقارنة بسيطة بين التكلفة والعائد، نلاحظ أن العائد من صادرات نباتات الزينة يتجاوز تكلفة الري بكثير، حتى عند احتساب الفارق في سعر العملة. وهذا دون احتساب العوائد غير المباشرة مثل فرص العمل، القيمة السياحية، وتحسين جودة البيئة.
وأكد الدكتور السعيد شعبان، أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة الأزهر، أن السوق العالمية لنباتات الزينة تشهد نموًا سنويًا متوقعًا بنحو 6% خلال الفترة من 2023 إلى 2025، مما يفتح أمام مصر فرصة حقيقية لزيادة حصتها في السوق العالمي من خلال التوسع في الإنتاج والتصدير.
هل هناك حلول مبتكرة لتقليل استهلاك المياه دون تقليل الرقعة المزروعة؟
- دعم إنشاء المشاتل وزراعة نباتات الزينة، وتوفير الأسمدة ومواد مكافحة الآفات للمزارعين بأسعار مدعومة من قبل الدولة.
- فرض استخدام نظم الري الحديثة كالري بالتنقيط والري تحت السطحي، للحد من الهدر في استهلاك المياه.
- تفعيل شبكات الصرف الزراعي وإعادة استخدام مياه الري المُعالجة أكثر من مرة، مما يعزز كفاءة استخدام الموارد.
- تشجيع الإنتاج المحلي من نباتات الزينة وفتح الأسواق التصديرية أمامها، خاصة إلى دول الخليج وأوروبا، مما يسهم في زيادة العائد الدولاري ودعم الاقتصاد الوطني.
- تحفيز البلديات والأحياء الحكومية على تشجير الميادين العامة والجزر الوسطى للطرق، بهدف تقليل درجات الحرارة، وتحسين جودة الهواء عبر امتصاص ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يصب في صالح صحة الإنسان ويخفف العبء الاقتصادي طويل الأمد.
- الاستفادة من نباتات قليلة الاستهلاك للمياه مثل الصبّارات والنباتات العصارية، والتي تتميز بقدرتها العالية على التكيف مع البيئات الجافة، ويمكن إدراجها ضمن التصاميم التجميلية للمشروعات الكبرى.
- حث المصممين والمعماريين على اختيار نباتات الزينة الصحراوية في مشاريعهم، لما لها من جمال بصري، وكفاءة بيئية، وعائد ملموس على مستوى التكلفة والصيانة.
أهمية التوعية المجتمعية لحماية الأشجار والمسطحات الخضراء.
حجم زراعة نباتات الزينة 0.33% فقط! مقارنة بإجمالي الزراعة في مصر؟
أسواق التصدير لنباتات الزينة في مصر: نظرة بالأرقام.
على الرغم من تنوع نباتات الزينة المحلية في مصر، إلا أن البلاد تواجه تحديات كبيرة في المنافسة بقوة في السوق العالمية. فمنذ عام 2008، فقدت مصر جزءًا كبيرًا من أسواقها الرئيسية في أوروبا، مما أدى إلى انخفاض حاد في صادراتها. ومنذ ذلك الحين، أصبحت صادرات مصر من نباتات الزينة تمثل أقل من 10% فقط من إجمالي صادراتها إلى هذه الدول، وذلك بسبب المنافسة الشديدة من دول مثل إسرائيل وكينيا وإثيوبيا.
نتيجة لذلك، أصبحت أكثر من 90% من صادرات مصر من نباتات الزينة وزهور القطف موجهة إلى الأسواق العربية، على رأسها المملكة العربية السعودية، التي تُعد السوق الرئيسية لهذه المنتجات. ومن اللافت أن السعودية نفسها تعمل كحلقة وصل لإعادة تصدير هذه النباتات إلى باقي دول الخليج.
ففي عام 2022 / 2023، وصلت قيمة صادرات نباتات الزينة المصرية إلى نحو 340 مليون دولار فقط. هذا الرقم يوضح أن بمقدورنا تحقيق عوائد دولارية مرتفعة من مساحات صغيرة من الأراضي، فما بالك إذا تم التوسع في الزراعة وإنشاء المزيد من المشاتل المتخصصة؟
مبادرة المليون شجرة: كيف غيّرت وجه المدن المصرية؟
كما أسهمت في رفع الوعي البيئي لدى الأفراد، وخاصة الشباب، من خلال إشراكهم في أنشطة التشجير وتجميل الأحياء والمدارس. ويُعتبر دمج هذه المبادرات ضمن الخطط التنموية للمدن خطوة مهمة نحو تحقيق الاستدامة البيئية، وتحسين نوعية الحياة في المجتمعات الحضرية.
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
المصادر
- معهد بحوث الاقتصاد الزراعي.
- وزارة الزراعة واستصلاح الاراضي.
- جريده الوطن 2023.