أنواع مصادر الري فى مشاريع اللاندسكيب


تعرف على أنواع مصادر الي فى مشروعات اللاندسكيب والحدائق
Types of Irrigation Water Sources in Landscape Projects

رغم أن الأمطار قد تكون كافية في بعض المناطق لنمو النباتات المحلية، إلا أن التغيرات المناخية المتسارعة - خاصة في الوطن العربي - أدت إلى تراجع الاعتماد على الأمطار وحدها، مما يجعل من الضروري البحث عن مصادر ري إضافية ومستدامة.

وهنا تبرز أهمية التعرف على أنواع مصادر مياه الري المتاحة، وفهم مزايا وقيود كلٍ منها، لضمان اختيار الحل الأنسب لكل مشروع وتحقيق كفاءة استخدام المياه على المدى الطويل.

مصادر المياه المختلفه والمستخدمه فى رى اللاندسكيب

تتنوع مصادر مياه الري في مشاريع اللاندسكيب لتشمل المياه العذبة، المعالجة، الجوفية، ومياه الأمطار، وفيما يلي نستعرض كل منها على حدة.

أولًا: المياه البلدية أو مياه الصنبور

وهي المياه التي تُوفرها الجهات الحكومية عبر شبكات التوزيع العامة، وغالبًا ما تكون مياهًا معالجة وصالحة للشرب. تُستخدم هذه المياه في العديد من مشاريع اللاندسكيب، خاصة في المناطق الحضرية. وقبل الاعتماد عليها كمصدر لري المشروع، يُنصح بإجراء الدراسات التالية:
  • دراسات الجدوى التى تكمن في البحث في إمكانية وجود مصدر بديل يكون أكثر كفاءة من الناحية الاقتصادية على المدى الطويل.
  • تحديد و تقييم الضغط الثابت في خطوط المياه البلدية (خلال فترات الذروة والانخفاض)، ومعرفة قطر خط المياه الرئيسي الأقرب للموقع.
  • الاطلاع على القوانين المحلية وفهم اللوائح المتعلقة بتركيب أنظمة الري باستخدام مياه البلدية.
  • مراجعة رسوم الاستهلاك ونظام تسعير المياه والصرف الصحي، إذ قد يتم فرض رسوم إضافية على استخدام المياه من دون وجود عداد منفصل للري. في بعض الحالات، قد يؤدي تركيب عداد مستقل لنظام الري إلى إعفاء من رسوم الصرف الصحي المرتبطة بالمياه المستهلكة.

ثانيًا: البحيرات والبرك والخزانات والجداول والأنهار

تُعد المسطحات المائية الطبيعية ومصادر المياه السطحية، من الخيارات الفعالة لري مشاريع اللاندسكيب، وذلك شريطة توفر حقوق الانتفاع المائي (Riparian Rights) التي تتيح استخدام هذه المياه قانونيًا. عند تصميم نظام الري باستخدام هذه المصادر، يجب مراعاة عدة اعتبارات فنية وتشغيلية، من أبرزها:
  • تحديد قدرة المضخة المناسبة لرفع المياه من المصدر إلى شبكة الري، وحساب استهلاك الطاقة الكهربائية المرتبط بها.
  • تركيب نظام ترشيح فعال لتنقية المياه من الشوائب والرواسب قبل ضخها في شبكة الري، لحماية المكونات وضمان كفاءة التشغيل.
  • نقل المياه إلى خزانات تخزين كما يحدث في ملاعب الجولف حيث تُستخدم مياه صالحة للشرب (مثل مياه البلدية) للحفاظ على مستوى المياه في بركة تُستخدم لاحقًا كمصدر لري النباتات. هذا يتطلب نقل المياه من المصدر إلى بركة أو خزان مؤقت، وهو ما يُشكّل تكلفة اقتصادية إضافية يجب أخذها في الحسبان ضمن ميزانية المشروع.

ثالثًا: الآبار

عند اكتشاف مناسيب مرتفعة للمياه الجوفية أثناء أعمال الجسات واختبارات التربة في موقع المشروع. يمكن لمياه الآبار أن تكون خيارًا اقتصاديًا ومستدامًا، حتى في المشاريع الصغيرة، بشرط التأكد من استمرارية توفرها. ولذا يجب مراعاة الجوانب التالية عند تصميم نظام ري يعتمد على الآبار:
  • لا يكفي أن تكون المياه الجوفية متوفرة؛ بل يجب التأكد من أن معدل إعادة تغذية الخزان الجوفي كافٍ لتلبية احتياجات نظام الري، حتى لا يحدث هبوط في المنسوب يؤدي إلى توقف النظام أو تدهور أدائه.
  • قد تحتوي المياه المستخرجة على كميات من الرمال أو الشوائب الدقيقة، ما قد يؤدي إلى انسداد شبكة الري. لذلك، يُنصح باستخدام مرشحات مناسبة، وتجنّب الرشاشات ذات الفوهات الصغيرة التي تكون أكثر عرضة للانسداد.

رابعًا: المياه المعالجة (المياه الرمادية / المعاد تدويرها)

هي مياه ناتجة عن محطات معالجة الصرف الصحي البلدية أو الصناعية، وقد خضعت لعمليات تنقية تجعلها صالحة للتخلص الآمن أو لإعادة الاستخدام، مثل الري في مشاريع اللاندسكيب. تختلف درجة نقاء هذه المياه بحسب مستوى المعالجة التي خضعت لها، حيث تمر عادةً بثلاث مراحل:
  1. المعالجة الأولية: لإزالة الرواسب والمواد الصلبة الكبيرة.
  2. المعالجة الثانوية: لتقليل الملوثات العضوية والبكتيرية.
  3. المعالجة الثلاثية: لرفع جودة المياه إلى مستويات عالية، تُتيح استخدامها بأمان في ري الأشجار والمسطحات الخضراء، وفقًا للمعايير البيئية.

استخدام المياه الرمادية في مصر لري اللاندسكيب

تحرز مصر تقدمًا ملحوظًا في مجال إعادة استخدام المياه الرمادية في ري اللاندسكيب، وذلك في إطار جهودها نحو الاستدامة وترشيد استهلاك مياه الشرب. وقد شهدت مدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر منذ عام 2019 تنفيذ مشاريع رائدة تعتمد على معالجة المياه الرمادية الناتجة عن أنشطة مثل غسل الأيدي والاستحمام والغسيل، باستخدام وحدات معالجة محلية تعتمد على الأشعة فوق البنفسجية لتعقيم المياه.

حاليًا، تم تشغيل شبكات جمع منفصلة في عدد من المباني العامة مثل المدارس والمساجد، ترتبط بوحدات معالجة تصل سعة بعضها إلى 450 مترًا مكعبًا يوميًا. وتشمل تقنيات المعالجة خزانات إزالة الدهون، مرورًا بمرشحات رملية، وصولًا إلى مرحلة التعقيم باستخدام الأشعة فوق البنفسجية أو الكلور أو الأوزون، ما يجعل المياه الناتجة متوافقة مع تصنيف "الفئة أ" في الكود المصري لري المياه، وصالحة لري الأشجار وبعض المزروعات.

من الناحية التنظيمية، أصدرت مصر عدة قوانين تُنظم استخدام المياه المعالجة في الزراعة والري، وتشترط ضمان عدم اختلاطها بشبكات مياه الشرب أو الصرف الصحي. وفي بعض المجتمعات العمرانية الجديدة، تم إنشاء شبكات أنابيب مستقلة لنقل المياه الرمادية المعالجة، مما يجعلها خارج نطاق إجراءات ترشيد أو تقنين استخدام المياه.


تعليقات