![]() |
Green belts surrounding cities |
ما هو الحزام الأخضر؟
الحزام الأخضر هو منطقة مفتوحة من الأراضي التي تُحاط بالمدن والمناطق الحضرية تشمل هذه الأراضي مساحات زراعية وغابات ومناطق طبيعية أخرىلحمايتها من التوسع العمراني العشوائي. في هذا المقال، سنتعرف على مفهوم الحزام الأخضر وأهميته، بالإضافة إلى فوائده وأهدافه.المفهوم الخاطئ للأحزمه الخضراء.هناك سوء فهم شائع بين الناس، وهو الاعتقاد بأن كل الأراضي الريفية تُعد حزامًا أخضر، ولكن هذا غير صحيح. فمعظم الحقول المفتوحة على أطراف المدن والقرى ليست مصنفة رسميًا كحزام أخضر. الحزام الأخضر لا يكون دائمًا مفتوحًا ولا دائمًا أخضر. في الواقع، يتكوّن في الغالب من أراضٍ عاملة مثل المشاتل الزراعية، والملاعب الرياضية، وساحات التخزين، والتي لا تكون بالضرورة نقية أو غير مضطربة كما يُعتقد.
علاوة على ذلك، لا يوجد تعريف قانوني دقيق لمفهوم "الانفتاح" فيما يخص أراضي الحزام الأخضر، وما زال هذا المفهوم محل جدل في لجان التخطيط. كما أن الحزام الأخضر لا يشكل دائمًا حزامًا مستمرًا بالكامل يحيط بالمدينة؛ فقد يختلف عرضه من أقل من مئة متر إلى عدة أميال، وقد يتخذ شكل بقع معزولة من الأراضي غير المطورة، تكون منفصلة فعليًا عن مناطق الحزام الأخضر الأخرى.
في بعض الأماكن، تُستخدم سياسات مشابهة مثل الفجوات الخضراء (Green Gaps) أو الأوتاد الخضراء (Green Wedges) أو الأصابع الخضراء (Green Fingers)، وتُطبق عليها سياسات تخطيط مختلفة. الزراعة داخل الحزام الأخضر ما زالت تمثل استخدامًا رئيسيًا للأرض، لكن الأراضي الزراعية القريبة من المدن غالبًا ما تُستخدم للرعي أو تُترك مهملة أو شبه مهجورة. وأخيرًا، لا يملك الجمهور حقوق دخول إضافية إلى الأراضي المملوكة للقطاع الخاص داخل الحزام الأخضر، والوصول العام عادةً ما يكون مقتصرًا على مسارات المشاة العامة المعروفة بشبكة "الحقوق العامة للمرور".أهمية إنشاء الحزام الأخضر حول المدن.
تلجأ الدول إلى إنشاء الأحزمة الخضراء في ظل النمو الحضري المتسارع وتزايد التحديات البيئية مثل التصحر، التلوث، وتغير المناخ. أصبحت الأحزمة الخضراء عنصرًا أساسيًا في تخطيط المدن الحديثة، حيث لا تعمل فقط كحواجز طبيعية تحد من الزحف العمراني، بل تؤدي أيضًا دورًا بيئيًا هامًا في تحسين جودة الهواء، تقليل درجات الحرارة، ومكافحة العواصف الرملية.
كما أنها تعزز التنوع البيولوجي وتوفر مساحات مفتوحة للترفيه والاستجمام.الهدف الأساسي من إنشاء الأحزمة الخضراء هو منع الامتداد العمراني العشوائي من خلال الحفاظ على الأرض مفتوحة بشكل دائم. ومن المهم أن نعيد تعريف الحزام الأخضر ليس فقط كحاجز عمراني لفصل الكتل السكنية، بل كمورد بيئي واستثماري يمثل "رأسمالًا طبيعيًا" أو "بنية تحتية خضراء"، يمكن تطويرها لخدمة أهداف متعددة مثل الزراعة الحضرية، تحسين جودة الهواء، وتعزيز الترفيه المجتمعي.
تباين سياسات الحزام الأخضر: بين الحماية والتطوير العمراني.
تختلف سياسات تخطيط الأحزمة الخضراء من دولة إلى أخرى، حيث لا تفرض جميع الدول نفس المعايير أو القيود عند تصنيف الأراضي ضمن الحزام الأخضر. فبعض الدول لا تشترط أن تكون المناطق المصنفة ضمن الحزام الأخضر ذات جودة جمالية عالية أو حتى جذابة بصريًا، بل قد تشمل مناطق تعاني من ضعف واضح في جودتها البيئية والبصرية. إضافة إلى ذلك، لا تلزم بعض السياسات بحماية الحياة البرية داخل أراضي الحزام الأخضر، كما أن بعض الدول لم تعد تشترط تحسينات في المشهد الطبيعي أو الحفاظ على الطبيعة أو استصلاح الأراضي المهجورة.
علاوة على ذلك، لا تمنع سياسة الحزام الأخضر جميع أنواع التطوير العمراني، بل تسمح ببعض الأنواع مثل بناء المباني الخاصة بالزراعة والغابات، واستخدامات الترفيه والرياضة، وإعادة تطوير المواقع التي تم استخدامها سابقًا. كما تسمح أيضًا بأنشطة مثل استخراج المعادن، الأعمال الهندسية، وتطوير البنية التحتية للنقل. لذا، تعد سياسات الحزام الأخضر مرنة ومتفاوتة حسب احتياجات وأهداف كل دولة.الأنشطة التي يمكن ممارستها في الحزام الأخضر.
في سبيل تطوير إمكانيات الحزام الأخضر في المستقبل، تم تحديد مجموعة من الأهداف الرئيسية التي تعكس دوره المتعدد في التخطيط الحضري والبيئي. وتشمل هذه الأهداف ما يلي:إتاحة الفرصة لسكان المناطق الحضرية للوصول إلى الريف والاستمتاع بالطبيعة المفتوحة.- توفير مساحات مخصصة للرياضات والأنشطة الترفيهية في الهواء الطلق بالقرب من المدن.
- الحد من التوسع العمراني العشوائي وغير المنضبط في المناطق الحضرية الكبرى.
- الحفاظ على المناظر الطبيعية الجذابة وتعزيز جودتها في محيط المناطق السكنية.
- منع تداخل المدن والبلدات المجاورة حفاظًا على هويتها الفردية ومساحاتها المفتوحة.
- إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة أو المهجورة المحيطة بالمناطق الحضرية.
- حماية الريف من الزحف العمراني المتسارع والحفاظ على طبيعته البيئية والزراعية.
- صون الإطار التاريخي والطابع المعماري الخاص بالمدن.
- تعزيز التنوع البيولوجي وحماية النظم البيئية داخل هذه المناطق.
- الاستمرار في استخدام الأراضي لأغراض الزراعة والغابات والأنشطة المرتبطة بها.
- دعم جهود التنمية الحضرية من خلال إعادة استخدام الأراضي المهملة وتشجيع التجديد العمراني.
التحديات التي يواجهها الحزام الأخضر في الوطن العربي.
رغم أهمية الأحزمة الخضراء في حماية المدن وتحسين بيئتها، إلا أنها تواجه العديد من التحديات، من أبرزها:- التعدي على الأراضي وتحويلها إلى استخدامات عمرانية. ففي ظل الضغط السكاني المتزايد والتوسع الحضري السريع، يجد المسؤولون صعوبة في الحفاظ على هذه المساحات المفتوحة، ما يستدعي وجود تنظيم صارم وتعاون فعّال بين الجهات الحكومية والمجتمع المحلي لضمان استدامتها.
- وفي العالم العربي، تعاني سياسات الحزام الأخضر من ضعف في كفاءة التوزيع والتنفيذ، نتيجة غياب التخطيط المنهجي والرؤية طويلة المدى. ورغم توفر تقنيات حديثة كـ"نظم المعلومات الجغرافية" و"الاستشعار عن بُعد"، فإن توظيفها في تصميم وإدارة الأحزمة الخضراء لا يزال محدودًا، بالرغم من إمكانياتها الكبيرة في توفير فهم دقيق للبيئة الحضرية والريفية.
- ندرة المياه كما في المملكة العربية السعودية إذ تُعد المملكة من أكثر الدول جفافًا، مما يجعل توفير كميات كافية من المياه لري المساحات الخضراء تحديًا كبيرًا، خاصة في ظل الاعتماد المحدود على الموارد المائية التقليدية. كما أن الحاجة إلى اعتماد تقنيات ري ذكية وفعالة مثل الري بالتنقيط والمعالجة وإعادة استخدام المياه الرمادية أصبحت أمرًا ملحًا لتحقيق الاستدامة.
- إشراك المجتمع المحلي في صيانة هذه الأحزمة ورعايتها، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى الوعي البيئي الكافي.
- ضمان استمرارية التمويل وتوفير خطط طويلة الأجل لإدارة هذه المشاريع يُعد عاملًا حاسمًا لنجاحها، في ظل التغيرات الاقتصادية والضغوط التنموية التي قد تؤثر على الأولويات الحكومية.
- تسهيل وصول السكان إليها، وتشجيع الأنشطة الترفيهية والرياضية، والحفاظ على المناظر الطبيعية، وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، إلى جانب تعزيز الجمال البصري والتنوع البيولوجي.
- كما ينبغي أن تأخذ هذه السياسات في الاعتبار التحديات البيئية الخاصة بالمنطقة، مثل ندرة المياه وتدهور التربة، من خلال دعم الزراعة المنتجة وتبني تخطيط بيئي متكامل، يضمن أن تكون الأحزمة الخضراء خضراء بالفعل، وليست مجرد تسمية شكلية.
كيف يمكن الاستفاده من تطوير الاحزمه الخضراء؟
تطوير إمكانيات الحزام الأخضر في المستقبل يتطلب تقييمًا منهجيًا للخيارات المكانية، يستند إلى معايير واضحة ومتفق عليها لتحقيق الاستدامة الاجتماعية والبيئية. إذ يمكن أن تقدم أراضي الحزام الأخضر العديد من الفوائد المهمة، من بينها:
- الإدارة الإيجابية للأراضي لصالح المجتمعات الريفية وتعزيز اقتصاديات الزراعة، وتقوية الروابط بين سكان المدن والريف المحيط بهم؛ إلى جانب إتاحة الوصول العام من أجل تحسين الصحة العامة، ودعم الرفاه والاندماج الاجتماعي، وتشجيع الأنشطة الرياضية والترفيهية.
- دعم الإنتاج الزراعي المحلي من خلال مبادرات مثل الحدائق المجتمعية وبساتين الفاكهة المشتركة، وتوفر فرصًا لحماية المواطن الطبيعية وتعزيزها، من خلال إنشاء شبكات بنية خضراء متعددة الوظائف تساهم في الحفاظ على المياه النظيفة، والهواء النقي، والتربة الخصبة، والتنوع البيولوجي.
- من الناحية البيئية، تتيح الأحزمة الخضراء إمكانيات كبيرة للتكيّف مع تغير المناخ، مثل تقليل خطر الفيضانات، وامتصاص الكربون، وإنتاج الطاقة المتجددة كالكتلة الحيوية، وتقديم خدمات بيئية متكاملة. كما تساهم أيضًا في تعزيز الطابع الجمالي للمشهد الطبيعي، ورفع القيمة البصرية والجمالية لمحيط المناطق الحضرية.
- دمج مبادئ اللاندسكيب في سياسات التخطيط.
- تعزيز الوعي من خلال التدريب المهني، وتفعيل التعاون متعدد التخصصات بين الخبراء، والاتفاق على آليات موحدة لتقييم الواقع، إلى جانب تطوير السياسات بشكل تشاركي، ووضع خطط إدارة وتنفيذ مستقبلية واضحة وفعالة.
أحزمة خضراء مشهورة في مصر، السعودية و حول العالم.
- الحزام الأخضر في القاهرة - مصر.
بالإضافة إلى ذلك، تتمتع المنطقة ببنية تحتية متطورة تشمل شبكات مياه تمتد على طول 76 كم، وشبكات ري على طول 78 كم، وشبكات طرق ومحاور تمتد على طول 85 كم، فضلاً عن وجود محطات رفع الصرف الصحي التي تلبي احتياجات المنطقة.
كما تم تنفيذ مشروع "البوليفارد" الرئيسي والكوبري الذي يسهم في تسهيل حركة المرور وربط المنطقة ببقية أجزاء المدينة. بذلك، يُعتبر الحزام الأخضر في 6 أكتوبر مثالًا ناجحًا للتنمية المستدامة التي تجمع بين الاهتمام بالبيئة وتحقيق احتياجات السكان، مما يجعلها وجهة مثالية للسكن والاستثمار.
- الحزام الأخضر في السعودية: رؤية 2030.
يهدف المشروع إلى زراعة أشجار حول المدن والمناطق الحضرية الكبرى مثل الرياض والدمام والمدينة المنورة، ويعمل كعازل طبيعي للحد من العواصف الرملية وموجات الغبار، وتحسين جودة الهواء وخفض درجات الحرارة. ويعد مشروع "الرياض الخضراء" أحد أكبر مشاريع التشجير في العالم، حيث يهدف إلى زراعة أكثر من 7.5 مليون شجرة داخل العاصمة.
بالإضافة إلى ذلك، أطلقت المملكة مبادرة "السعودية الخضراء" بهدف زراعة 10 مليارات شجرة داخل السعودية، والمساهمة في زراعة 50 مليار شجرة إقليميًا ضمن مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر"، ما يعزز من جهود المملكة لمكافحة التصحر وتحسين الغطاء النباتي الطبيعي في محيط المدن.
- الحزام الأخضر في لندن - المملكة المتحدة.
- الحزام الأخضر في سيول - كوريا الجنوبية.
- الحزام الأخضر في أوتاوا - كندا.
- الحزام الأخضر في بكين - الصين.
لا تتردد في إضافة تعليقك، وسنرد عليك بأسرع وقت!