![]() |
Rain Gardens: Nature’s Smart Solution for Stormwater Management |
تعتبر حدائق الأمطار أحد الحلول لإدارة مياه الأمطار، فهي مصممة لإلتقاط وإمتصاص مياه الأمطار المتدفقة من الأسطح الغير المنفذة كالطرق والممرات والتخلص منها بصرفها إلى باطن الأرض (الترشيح الأرضى) وجزء أخر بتبخر المياه وعمليه النتح.فهى فى الحقيقه ليست بركة مياه أو أرضًا رطبة فلا يتم الإحتفاظ بالمياه لفترات طويلة ولكن يجب تصريفها في غضون 24-48 ساعة بعد هطول الأمطار، مما يمنع تكاثر البعوض.
الوظيفه الرئيسيه من إنشاء حدائق الأمطار.
تساهم حدائق الأمطارفي تقليل مياه الأمطار التي تتدفق إلى أنظمة الصرف الصحى ، مما قد يخفف من مشاكل الضغط على شبكه الصرف وتجنب تراكم المياه فى الشوارع والطرقات وحدوث الفيضانات أوتآكل التربه وبالتالى التأثير على المنشأت والبنيه التحتيه.غالبًا ما تُستخدم حدائق المطر في كل من المشاريع السكنية والتجارية كطريقة مستدامة لإدارة مياه الأمطار مع المساهمة في الصحة البيئية العامة للمنطقة.
ماهو العمق المناسب لحدائق الأمطار والعوامل المؤثرة في تحديدة؟
لا يوجد عمق محدد وثابت لإنشاء حدائق الأمطار، إذ يعتمد اختيار العمق المناسب على عدة عوامل هامة تؤثر بشكل مباشر على تصميم الحديقة. ولمعرفة هذه العوامل، يجب الإجابة على الأسئلة التالية:- ما هي كميات الأمطار المتوقعة في المنطقة المراد صرف المياه لها؟
- ما نوع التربة المستخدمة في ردم حدائق الأمطار؟ إذ تؤثر نوعية التربة بشكل كبير على سرعة تصريف مياه الأمطار؛ فمثلاً التربة الرملية تسمح بتصريف أسرع مقارنة بالتربة الطينية التي تكون أكثر احتفاظًا بالماء.
- ما هو ارتفاع منسوب سطح المياه الجوفية في المنطقة؟ ويتم الحصول على هذه البيانات من تقرير الجسات قبل البدء في التصميم.
- ما نسبة ميل سطح الأرض حول حدائق الأمطار؟ في حالة وجود ميل شديد، يتطلب الأمر عمقًا أكبر لحدائق الأمطار لاستيعاب كميات أكبر وسريعة من مياه الأمطار الزائدة المتجهة إليها.
- ما هو الغرض العام من نظام الصرف؟
- هل هو مخصص فقط لتصريف مياه الأمطار السطحية، أم يشمل أيضًا خفض منسوب المياه الجوفية؟
خصائص النباتات المستخدمة في زراعة حدائق الأمطار.
- تحمل الرطوبة العالية: يجب أن تكون النباتات قادرة على تحمل الفائض من مياه الأمطار دون التعرض للعفن أو التلف.
- جذور متشعبة وقوية: تساعد في امتصاص المياه أثناء فترات جفاف التربة، كما تساهم في تثبيت النباتات والحفاظ على تماسك التربة.
- معدلات نمو وانتشار سريعة: تساعد على تغطية سطح التربة بسرعة، مما يمنع تعريتها ويحميها من التآكل.
- تنوع في الألوان والأشكال: لتحقيق الوظائف الجمالية المطلوبة وإضفاء حيوية وجاذبية على الحديقة.
أنواع النباتات المستخدمه فى زراعه حدائق المطر.
- البقلة (الرجلة) (Portulaca oleracea) - نبات متحمل للجفاف، يغطي التربة بأوراقه العصارية وزهوره الزاهية.
- بلسم الليمون (Melissa officinalis) - عشب قوي ذو رائحة نعناع، يُزرع على نطاق واسع في مصر.
- سعفة الهليون (Asparagus densiflorus) - نبات مشابه بأوراق ريشية، يتكيف مع المناطق المظللة.
- الشمر (Foeniculum vulgare) - نبات طويل مع زهور صفراء، يُزرع بكثرة في مصر.
- الرمان (Punica granatum) - شجيرة تحمل فاكهة حمراء، متأقلمة مع مناخ مصر.
- الكركديه (Hibiscus rosa-sinensis) - شجيرة زينة ذات أزهار زاهية.
- الزعتر (Thymus vulgaris) - شجيرة صغيرة عطرية تُستخدم على نطاق واسع في مصر.
- البردي (Cyperus papyrus) - نبات مشهور بأهميته التاريخية في مصر، ينمو بشكل جيد في الأراضي الرطبة مثل الـ Iris.
مرحله إختيار النبات هى مرحله هامه حيث يتم إختيار نباتات محلية ذات مواصفات خاصه أى تمتلك جذورعميقة لتحمل الظروف الرطبة عند وجود الامطار بكثره وتحمل أيضا الظروف الجافة عند تصريف تلك المياه ، ومن مهام تلك النباتات أيضا أنها تساعد على فلتره الملوثات.
المراحل الأساسية لإنشاء حدائق الأمطار(من التخطيط إلى التنفيذ).
تتنوع أشكال وأحجام وحتى مواد تشطيب حدائق الأمطار، إلا أن جميعها تتشارك في هدف أساسي هو إدارة مياه الأمطار بشكل مستدام.- أولا: تحديد الأهداف التصميمية
- تحديد الهدف الرئيسي مثل التحكم في الفيضانات وتخفيف الضغط على شبكات الصرف الصحى ؟، تحسين جودة المياه ؟، أو تعزيز التنوع البيولوجي ؟ الحفاظ على إستقرار مستوى المياه الجوفيه تحت الأرض ؟.
- التفكير في الاستخدام المستقبلي حيث النظر في كيفية استخدام حدائق الأمطار،هل هى موسميه لتحقيق الاهداف السالف ذكرها فقط؟ أم سيتم إستخدامها فى فصول الصيف كمزار سياحى أو للتنزه العام وخلافه ؟ ومدى التكامل مع المساحات المفتوحة الأخرى.
- ثانيا مرحله جمع المعلومات والتحليل
بعد جمع وتحليل البيانات المتعلقة بالأحوال المناخية ومنحنيات الشدة والمدة والتكرار للأمطار (IDF Curves)، تأتي مجموعة من الخطوات الهامة التي يجب اتباعها في عملية تصميم وإنشاء حدائق الأمطار، هذه الخطوات تشمل:- ثالثا: تحليل الموقع
- تحليل خصائص التضاريس في الموقع، مثل الانحدارات والارتفاعات، لتحديد اتجاه تدفق المياه ومعرفة المناطق المنخفضة التي قد تتجمع فيها المياه.
- فحص وتقييم نوعية التربة وخصائصها (مثل النفاذية والقدرة على الاحتفاظ بالمياه) لتحديد مدى قدرتها على استيعاب المياه وتوفير التغذية للنباتات في حديقة الأمطار.
- تحليل الغطاء النباتي وتقييم النباتات الموجودة في الموقع ومدى تأقلمها مع الظروف الرطبة والجافة، مما يساعد في اختيار النباتات المناسبة للحديقة.
- رابعا: تصميم النظام الهيدرولوجي
- حساب السعة التخزينية بناءً على تحليل الأمطار، يتم حساب كمية المياه التي يجب أن تستوعبها الحديقة لتجنب الفيضانات.
- اختيار النباتات المحلية حيث يتم التركيز على النباتات التي تتحمل الرطوبة وتكون ملائمة للظروف المناخية المحلية.
- توزيع النباتات بطريقة تدعم ترشيح المياه وتعزز مناخًا متوازنًا في الحديقة.
- خامسا: التخطيط النهائي والتصميم
- إعداد الخرائط التفصيلية والرسومات التى توضح موقع الحديقة والممرات ومناطق تجميع المياه والغطاء النباتي وخلافه.
- لاتنسى وضع جدول زمني لتنفيذ مراحل المشروع، مع تحديد الموارد البشرية والمادية المطلوبة.
سادسا: مرحله التنفيذ وتحويل المخططات إلى واقع ملموس
- تحديد المساحة للمنطقه المخصصة لحديقة الأمطار بدقة باستخدام الخرائط الطبوغرافية وأدوات المساحه.
- الحفر والتجهيز بحيث يكون الحفر أعمق في المنتصف وأقل عمقًا عند الحواف لضمان تدفق المياه بشكل تدريجي.
- الردم بطبقات من الحصى ذات أحجام مختلفة لتعزيز تصريف المياه.
- وضع التربة المسامية الغنية بالمواد العضوية فوق طبقة الحصى لتهيئة بيئة مناسبة للنباتات.
- الجيوتكستايل (اختياري) بين طبقات الحصى والتربة لمنع اختلاطها وزياده الفلتره للمياه.
- إنشاء البنية التحتية كالحواجز berms التى تتمثل فى الأحجار الكبيرة والمتوسطه حول حواف الحديقة لتثبيت التربة ومنع تآكلها.
- فتحات التصريف المختاره بعنايه حول حواف الحديقة للسماح بتدفق المياه الزائدة والتى تعتبر النقاط المنخفضه ونهايه الميول للمنطقه الخارجيه .
- أعمال الزراعة سواء زراعه الأعشاب في الجزء السفلي من الحديقة لتثبيت التربة وامتصاص المياه أو الشجيرات والأزهار المحلية في وسط الحديقة لإضافة لمسة جمالية وتوفير موائل للحياة البرية.
- سابعا: المتابعه والمراقبة وإعداد التقارير
- مراقبة الأداء من المراحل الهامه بعد الإنشاء، لمراقبة أداء حديقة الأمطار خلال فترات الأمطار للتأكد من كفاءتها وإجراء أي تعديلات ضرورية مع عمل التقارير المصوره لعرضها على أصحاب المصلحه.
- ثامنا: مرحله الصيانه والإحلال
عملية تخزين مياه الأمطار في التربة تؤدي إلى تراكم الرواسب وتدهور جودة التربة بمرور الوقت. هذا التدهور يؤثر سلبًا على قدرة التربة لنمو النباتات مما يسد المسام في التربة ويقلل من قدرتها على الاحتفاظ بالماء والهواء ، وتتحلل المادة العضوية في التربة بمرور الوقت، مما يؤدي إلى فقدان المغذيات الأساسية للنباتات.
تراكم الأملاح الذائبة أيضا في مياه الري أو مياه الأمطار يؤدى إلى تملح التربة، مما يجعل من الصعب على النباتات امتصاص الماء والمغذيات. ولذلك يجب الإهتمام بمتطلبات الصيانه الموسميه كالآتى :
- يجب تنظيف المنطقة المزروعة بشكل دوري لإزالة الأوراق المتساقطة والأغصان والحشائش، مما يساعد على منع انسداد المسام في التربة.
- إزالة التربة التالفة من الطبقه العلوية من التربة والتي تراكمت فيها الرواسب والمواد العضوية المتحللة.
- استبدال التربة بمزيج جديد يتكون من نسب محددة من الرمل والسماد العضوي والتربة السطحية.
- تجنب خلط التربة الرملية المستخدمة في الاستبقاء الحيوي مع التربة المحيطة.
- إضافة المادة العضوية مثل السماد إلى التربة بشكل دوري لتحسين خصوبتها وزيادة قدرتها على الاحتفاظ بالماء.
- يجب التأكد من وجود نظام تصريف جيد للمياه الزائدة لمنع تراكم المياه في التربة وتجنب تشبعها (طبقه الفلتره من الزلط المتدرج مع غلاف من الجيوتيكستايل).
- يجب فحص التربة بانتظام لتحديد احتياجاتها من المغذيات وتعديلها وفقًا لذلك.
أفكار إضافية لتعزيز تصميم حدائق الأمطار.
- إنشاء مسارات صغيرة داخل الحديقة باستخدام الحصى أو مواد الرصف المختلفه والرخام.
- تضمين عناصر مائية مثل الشلالات الصغيرة أو البرك لزيادة جاذبية الحديقة.
- استخدام النباتات المقاومة للجفاف والتي تتكيف مع الظروف الجافة لتقليل الحاجة إلى الري.
- دمج الحديقة مع العناصر المعمارية للتتماشى مع تصميم المباني المجاورة لخلق تصميم متكامل.
- لا مانع من توفير لوحات إرشادية تشرح أهمية حدائق الأمطار وكيفية العناية بها كتوعيه للمواطنين .
فوائد أخرى لإنشاء تلك النوعية من الحدائق.
- ترشيح المياه من الملوثات مثل النيتروجين والفوسفور وغيرها من المواد الضارة، مما يسهم في تحسين جودة المياه الجوفية والمياه السطحية.
- تُسهم حدائق الأمطار في تعزيز التنوع البيولوجي من خلال توفير موائل طبيعية لجذب العديد من الحشرات والطيور.
- في بعض الحالات، يتم تنفيذ وسائل مساعدة لتخزين كميات كبيرة من مياه الأمطار بدلاً من فقدانها في التربة، مما يتيح إعادة استخدامها ويُقلل من الاعتماد على الري الصناعي.
- تُساعد هذه الحدائق أيضًا في الحفاظ على مستويات المياه الجوفية في المناطق المحيطة، من خلال تعزيز تغذية الخزان الجوفي بشكل طبيعي.
مشاريع ناجحة في تطبيق حدائق الأمطار.
أولاً: المشاريع المحلية
- حماية محور التسعين الجنوبي (التجمع الخامس - القاهرة الجديدة - جمهورية مصر العربية): تم إنشاء ثلاث حدائق عميقة في مسارات تدفق المياه، بالإضافة إلى تنفيذ تبليط مسامي على طريق الخدمة المواجه للمحور، بهدف تحسين تصريف مياه الأمطار وتقليل الفيضانات.
- حماية محور العروبة أمام مسجد الشرطة (التجمع الخامس - القاهرة الجديدة - جمهورية مصر العربية): تم تنفيذ مشروع بمساحة 10,600 متر مربع يشمل إنشاء حدائق أمطار تهدف إلى التحكم في مياه الجريان السطحي.
ثانياً: المشاريع العالمية
- حديقة لوري في ميلينيوم بارك، شيكاغو، الولايات المتحدة الأمريكية: ليست مجرد حديقة عامة جذابة، بل تُعد نظامًا متكاملاً لإدارة مياه الأمطار، حيث تلتقط وتُصفّي مياه الجريان السطحي من المناطق المحيطة بها، مما يُحسن جودة المياه ويقلل من الفيضانات.
- حديقة الأمطار في مدرسة سيدويل فريندز المتوسطة، واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة الأمريكية: تُعتبر هذه الحديقة جزءًا من تصميم مستدام للحرم المدرسي، حيث تجمع مياه الأمطار المتدفقة من الأسطح وتعالجها. كما تمثل جزءًا من نظام بنية تحتية خضراء متكامل يشمل الأسطح الخضراء، الأرصفة النفاذة، والأراضي الرطبة، مما يجعلها نموذجًا رائدًا لتصميم المدارس المستدامة.
لا تتردد في إضافة تعليقك، وسنرد عليك بأسرع وقت!