أسباب ظهور الشروخ في الأرضيات الخرسانية وكيفية علاجها خطوةً بخطوة

تعرف على اسباب ظهور الشروخ فى ارضيات الهاردسكيب وكيفيه تفاديي حدوثها وعلاجها
Why Do Cracks Appear in Concrete Walkways? Causes and Solutions

معرفة أسباب شروخ خرسانة الأرضيات، ومن ثم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتفاديها، هي الخطوة الأولى نحو معالجتها بشكل فعّال. فتجنب تشقق الأرضيات الخرسانية يتطلب تصميمًا دقيقًا يُراعي جميع العوامل المؤثرة، مثل: الأحمال المتوقعة، وسمك الخرسانة المناسب، وكميات التسليح الكافية، إلى جانب حسن إختيارأماكن فواصل التمدد والانكماش.

أولا: الأسباب المتعلقه بالتصميم.

التصميم الجيد لا يُبنى على الخيال وحده، بل ينبع من الخبرة والقدرة على التنبؤ بالعوامل المؤثرة على الأرضيات. فهناك عدة أسباب قد تؤدي إلى ظهور عيوب في الأرضيات، كما سنوضح لاحقًا.
  • عدم مراعاة الأحمال المختلفة يُعد من أبرز أسباب تشقق الأرضيات الخرسانية.

تختلف الأحمال التي تتعرض لها الأرضيات بدرجة كبيرة؛ فالأرضيات المخصصة لحركة المشاة تختلف في تصميمها عن تلك المصممة لتحمل مرور المركبات الثقيلة. لذلك، من الضروري تصميم الأرضيات وفقًا لطبيعة الأحمال المتوقعة عليها لضمان تحملها دون تشققات أو تلف مبكر. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بمعرفة قيم الأحمال التصميمية؛ فمثلًا، يجب ألا يقل إجهاد الخرسانة للأرضيات التي تتعرض لأحمال المشاة عن 200 كجم/سم²، بينما يجب أن لا يقل عن 350 كجم/سم² للأرضيات التي تتحمل مرور المركبات.

  • عدم كفاية سمك الخرسانة يُضعف من قدرتها على مقاومة الأحمال.

عندما يكون سمك الأرضية أقل من المطلوب، تزداد قابليتها للانحناء والهبوط تحت تأثير الأحمال، مما يؤدي إلى ظهور الشروخ مع مرور الوقت. لذلك، يجب تحديد سمك الخرسانة بدقة بناءً على طبيعة الأحمال المتوقعة، مع مراعاة نوع التربة وظروف التأسيس لضمان الأداء الإنشائي المطلوب. يُوصى بأن لا يقل سمك الأرضيات المخصصة لحركة المشاة عن 10 سم.

ويجب ألا يقل سمك الأرضيات التي تتعرض لمرور المركبات عن 15 سم، مع تدعيمها بحديد تسليح لا يقل عن 5 أسياخ بقطر 10 مم لكل متر. كما يجب الالتزام بالكود المصري باستخدام خرسانة تتحمل البري والتآكل، بمقاومة لا تقل عن 300 كجم/سم²، ونسبة مياه إلى الأسمنت (W/C) لا تزيد عن 0.50، مع استخدام تدرج جيد للركام الأكبر بحيث لا يزيد المقاس الإعتباري الأكبر عن 25 مم.

  • نقص حديد التسليح يُضعف مقاومة الخرسانة لقوى الشد، مما يزيد من احتمالية ظهور الشروخ.

ففي حال كانت كمية التسليح أقل من المطلوب، تفقد الخرسانة جزءًا كبيرًا من قدرتها على توزيع الأحمال بشكل متوازن، خاصة في المناطق المعرضة لأحمال عالية أو متغيرة. لذلك، من الضروري تحديد نسبة التسليح المناسبة بدقة، مع مراعاة نوع الأحمال (ثابتة أو ميكانيكية) وتوزيعها على كامل مساحة الأرضية لضمان أداء إنشائي آمن ومستقر.

  • سوء توزيع فواصل التمدد والانكماش والهبوط .

فالخرسانة، كغيرها من المواد، تتمدد وتنكمش بتغير درجات الحرارة، مما قد يسبب إجهادات داخلية تؤدي إلى الشروخ إذا لم تُعالج بشكل صحيح. تُستخدم فواصل التمدد والانكماش للسماح بالحركة الطبيعية للخرسانة دون حدوث تلف أو تشققات. كما تساعد فواصل التحكم (Control joints) في توجيه الشروخ السطحية إلى أماكن محددة تكون مقبولة معماريا، مما يقلل من فرص انتشارها العشوائي (Crazy cracks).

لذا، يجب تصميم هذه الفواصل بدقة وتوزيعها بشكل مدروس وفقًا لأبعاد الأرضية وطبيعة استخدامها،ووفقا للكود المصري لتصميم وتنفيذ المنشأت الخرسانيه  ECP 203-2018. حيث ينص الكود المصري على أن يتم توزيع فواصل الانكماش في البلاطات الخرسانية العادية غير المسلحة بحيث لا يزيد طول الشريحة الواحدة عن 30 ضعف سُمك البلاطة، وبحد أقصى 5 أمتار، كما يُشترط ألا يزيد أطول ضلع للبلاطة عن 25 مترًا بدون فواصل.

يتم تنفيذ الصب بطريقة الشطرنج (صب الشرائح الفردية أولاً، ثم الزوجية أو بالعكس).

كما يُلزم الكود بفتح فواصل انكماش ثانوية بمنشار ميكانيكي، بحيث لا يزيد التباعد بينها عن 1.25 ضعف عرض الشريحة، وبعمق لا يقل عن ثلث سُمك البلاطة، ويتم ذلك بعد زمن الشك النهائي وحتى 3 أيام كحد أقصى من تاريخ الصب.

مثال توضيحي: توزيع فواصل الانكماش الرئيسية والثانوية في بلاطة خرسانية عادية غير مسلحة (حالة عملية: ملاعب تنس).

لدينا بلاطة خرسانية تمثل مجموعة من ملاعب التنس، أبعادها الإجمالية 45 × 60 مترًا، وبسُمك 15 سم من الخرسانة العادية غير المسلحة.
  • حساب أبعاد الشرائح وفقا للكود:
  1. 30*(15 سم سمك البلاطة) = 4.5 متر (اقل من 5 متر، الحد الأقصى لعرض الشريحة).
  2. إذن، نقوم بتقسيم البُعد القصير (45 مترًا) إلى 10 شرائح، كل منها بعرض 4.5 متر وطول 60 متر.
  • التأكد من عدم تجاوز الضلع الطويل للحد المسموح:
  1. بما أن الطول (60 متر) > الحد الأقصى المسموح به (25 متر).
  2. نقوم بتقسيم الطول إلى 3 أجزاء، كل منها بطول 20 مترًا. ليصبح التقسيم النهائي للبلاطة إلى 30 شريحة، كل شريحة بأبعاد 4.5 * 20 متر.
  • فتح فواصل انكماش ثانوية:
  1. يتم قطع الشريحة التي بطول 20 متر إلى 5 فواصل طولية (كل 4 متر).
  2. عمق القطع = *15 سم = 5 سم. يُنفذ هذا القطع بالمنشار الميكانيكي في فترة لا تتجاوز 3 أيام بعد الصب.

ثانيا: الأسباب التنفيذية وسوء التطبيق.

  • إهمال اختبارات الجودة
عدم إجراء اختبارات الجودة للخرسانة بعد الصب، مثل اختبارات البري، الاحتكاك، الامتصاص، والإجهاد، يؤدي إلى عدم ضمان أدائها ومقاومتها المطلوبة. ينبغي الالتزام بإجراء هذه الاختبارات بشكل دقيق ومنتظم لضمان مطابقة الخرسانة للمواصفات الفنية.
  • رداءة الأخشاب المستخدمة في الشدات
استخدام أخشاب منخفضة الجودة في أعمال الشدات يتسبب في عدم استقامة الحواف وتكسر السوك الخارجية (Edges) عند فك القوالب. يجب استخدام أخشاب قوية ومستقيمة تتحمل ضغط الخرسانة دون تشوه أو تلف.
  • سوء المصنعية ونقص خبرة العمالة
نقص خبرة وكفاءة العمال المنفذين لأعمال الأرضيات يؤدي إلى أخطاء في الصب والتسوية، ما ينتج عنه شروخ وتلف مبكر. ينبغي توظيف عمالة مدرّبة ومتخصصة لضمان تنفيذ الأعمال بدقة وحرفية عالية.
  • زيادة مياه الخلط أثناء الصب
إضافة كميات زائدة من الماء لتسهيل الصب، خاصة في الأماكن الضيقة، يقلل من مقاومة الخرسانة ويزيد من فرص ظهور الشروخ. يجب الالتزام بنسب الماء المحددة في الخلطة التصميمية لتفادي هذه المشكلة.
  • سوء تشوين أو توزيع وتربيط أسياخ الحديد

يؤدي عدم الالتزام بأصول الصناعة أثناء توزيع وتربيط حديد التسليح إلى ضعف في جودة التنفيذ الهيكلي. فعلى سبيل المثال:

  1. إهمال استخدام البسكوت (Spacer) يؤدي إلى عدم الحفاظ على الغطاء الخرساني المطلوب.
  2. عدم ربط الأسياخ بشكل جيد باستخدام السلك الرباط يسمح بتحركها أثناء الصب، مما ينتج عنه توزيع غير منتظم لحديد التسليح داخل القطاع الخرساني.
  3. استخدام حديد تسليح مغطى بقشور صدأ أو ملوث بالزيوت والشحوم من الأسباب الرئيسية لضعف التماسك بين الخرسانة والحديد، ويحدث ذلك غالبًا عند توريد كميات كبيرة من حديد التسليح مع تأخر التنفيذ أو عند التشوين بطريقة غير صحيحة. لذلك، يجب عدم استخدام أي أسياخ متأثرة إلا بعد إزالة الزيوت باستخدام المذيبات المناسبة، وتنظيف الصدأ بالفرشاة السلك أو الصنفرة. ويشترط ألا يقل وزن السيخ المتبقي بعد التنظيف عن 98% من وزنه الأصلي، أو ألا يقل القطر بعد التنظيف عن 0.2 مم للأسياخ بقطر 10 مم، و0.3 مم للأسياخ حتى قطر 20 مم. 

  • إهمال تدعيم فواصل التمدد والهبوط أثناء الصب.

عدم تدعيم فواصل التمدد (Expansion Joints) بشكل صحيح يؤدي مع مرور الوقت إلى تشوهها وظهور شروخ غير منتظمة في الأرضية. لذا، من الضروري تنفيذ هذه الفواصل بعناية وفق المعايير الفنية، مع تقويتها باستخدام طريقة الصب المتقطع (الشطرنج)، وملؤها بمواد مطاطية مرنة تسمح بالحركة. عادةً ما يكون عرض الفاصل بين 2 إلى 2.5 سم، ويمتد بكامل سُمك خرسانة الأرضية لضمان فعاليته في امتصاص التمدد والانكماش.

  •  استخدام فوم فواصل غير مناسب

استخدام فوم منخفض الكثافة داخل الفواصل يُعد من الأخطاء الشائعة، حيث يؤدي إلى انضغاطه بسهولة تحت تأثير الأحمال، مما يفقده وظيفته الأساسية في السماح بالتمدد والانكماش دون التأثير على الخرسانة المحيطة. لذلك، يُوصى باستخدام فوم فواصل عالي الكثافة لا تقل كثافته عن 100- 120 كجم/م³، مع قدرته على مقاومة الضغط والاحتفاظ بمرونته على المدى الطويل لضمان استقرار واستمرارية الفاصل بشكل فعال.

  • إهمال أعمال المعالجة بعد الصب
عدم رش المياه على الأرضيات الخرسانية بعد الصب، خاصة في الأجواء الحارة، يؤدي إلى فقدان الرطوبة بسرعة مما يسبب تشققات سطحية ويؤثر سلبًا على جودة الخرسانة. لذلك، من الضروري الالتزام بعمليات المعالجة (Curing) إما باستخدام المياه أو من خلال مركبات كيميائية معتمدة تؤخر تبخر الماء وتحافظ على الرطوبة اللازمة لعملية الإماهة.

وينص الكود المصري على ضرورة رش الأرضيات بمياه نظيفة خالية من الأملاح والمواد الضارة لمدة لا تقل عن 7 أيام متواصلة بمعدل مرتين يوميًا، ويمكن تقليل مدة الرش في حالة تحقق مقاومة مبكرة للخرسانة تعادل 80% من قيمة المقاومة التصميمية للضغط (Fcu)، وذلك مع استخدام وسائل بديلة مثل تغطية الأرضيات بالخيش المبلل باستمرار.

كما يُسمح باستخدام مركبات معالجة معتمدة، على أن يتم رشها بشكل متجانس يغطي كامل السطح، مع الالتزام بأصول الصناعة وبتعليمات الجهة المُصنِّعة لهذه المواد.

  • استخدام تربة رديئة في الردم

ردم الأرضيات بتربة غير صالحة مثل المخلفات أو ناتج الحفر غير المناسب يؤدي إلى هبوط غير متساوٍ في التربة، مما يزيد من احتمالية ظهور الشروخ في البلاطات الخرسانية. لذلك، يجب استخدام تربة مناسبة ومصنفة وفقًا للمواصفات الفنية، من النوع A أو B حسب تصنيف AASHTO.

على أن تكون خالية من المواد العضوية والشوائب. كما يجب ترطيب التربة بالماء ودمكها على طبقات لا تزيد عن 25 سم لضمان التماسك والاستقرار المطلوبين، على ألا تقل نسبة الدمك عن 95% من الكثافة الجافة العظمى. ويُنصح بإجراء اختبارات الكثافة والدمك في الموقع للتأكد من كفاءة أعمال الردم قبل البدء في صب الخرسانة.

  • إهمال الجسات التأكيدية للتربة

عدم إجراء جسات للتربة قبل التصميم قد يؤدي إلى تقدير خاطئ لقدرتها على التحمل، مما يتسبب في اختيار نظام إنشائي غير ملائم للأرضية. وتكمن الخطورة بشكل خاص في وجود طبقات غير مرئية مثل "عرق الطفلة" أو التربة الانتفاشية، والتي تتغير خصائصها بشكل كبير عند التعرض للماء، سواء نتيجة لري المزروعات أو سقوط الأمطار، مما يؤدي إلى حدوث إجهادات عكسية (من أسفل إلى أعلى) قد تتسبب في تشققات وهبوط غير منتظم للبلاطات الخرسانية.

لذلك، من الضروري تنفيذ جسات استكشافية في مواقع متعددة وتحليل نتائجها بدقة لتحديد نوع التربة وخصائصها، مع التأكد من خلوها من التكوينات الطينية الضارة، واختيار النظام الإنشائي المناسب بناءً على المعطيات الفعلية للتربة.

  • التحميل المبكر للأرضيات قبل الوصول للإجهاد التصميمي
تحميل الأرضيات قبل اكتمال زمن التصلب واكتساب الخرسانة لقوتها النهائية (إجهاد التصميم Fcu) يعرضها للتشقق والتلف. لذلك، يجب تجنب أي تحميل على الأرضيات حتى تصل الخرسانة إلى القوة المطلوبة، خاصة في المشاريع السريعة (Fast Tracking).

في حال اكتشاف أي أضرار في الأرضيات، يجب إزالة الخرسانة التالفة عن طريق تكسيرها، ثم تخشين سطح الخرسانة القديمة. بعد ذلك، يتم دهن طبقة من مادة رابطة مطاطية أو إيبوكسي لاصق مثل 'كيما بوكس 104'. ولا مانع من إضافة أسياخ حديد تسليح إضافية عمودية على اتجاه الشروخ باستخدام مونة إيبوكسية لاصقة لتعزيز القوة وتحسين الأداء.

ثالثا: جودة المواد المستخدمة.

  • عدم استخدام نوع الخرسانة المناسب

اختيار نوع غير مناسب من الخرسانة لا يتماشى مع طبيعة الأرضية أو ظروف التشغيل والتحميل، يزيد من احتمالية ظهور التشققات. يجب اختيار نوع الأسمنت ونوع الركام بعناية بما يتناسب مع طبيعة المشروع، وظروف الأحمال، والعوامل البيئية المحيطة.
  • عدم تصميم الخلطة الخرسانية بدقة
إهمال تصميم الخلطة الخرسانية واختبارها قبل الاستخدام يؤدي إلى إنتاج خرسانة ضعيفة وغير متجانسة. يجب إعداد الخلطة الخرسانية وفقًا للمواصفات الفنية، وإجراء الاختبارات المعملية اللازمة لضمان جودتها.
  • استخدام أنواع غير مناسبة من الأسمنت

استخدام أسمنت سريع الشك في الأجواء الحارة أو أسمنت منتهي الصلاحية قد يؤدي إلى فقدان قابلية التشغيل، وسرعة جفاف غير متحكم بها، مما ينتج عنه تشققات سطحية في الخرسانة. لذلك، من الضروري اختيار نوع الأسمنت المناسب لظروف الطقس وطبيعة الاستخدام، مع التأكد من تاريخ صلاحيته قبل الاستعمال.

وفي بعض الحالات، خصوصًا عند وجود تربة ضارة تحتوي على أملاح أو كبريتات، يُوصى باستخدام أسمنت مقاوم للكبريتات (SRC) لتعزيز مقاومة الخرسانة. كما قد تُصدر توصيات إضافية بضرورة تطبيق طبقات عزل واقية، إما باستخدام 3 طبقات دهانات عزل تُطبّق على البارد (Cold-Applied Coatings) أو باستخدام شرائح العزل (Membrane Sheets)، لحماية أجناب الأرضية الخرسانية من تأثير التربة العدوانية.

  • استخدام مياه غير صالحة في الخلط
استخدام مياه تحتوي على أملاح أو شوائب أو مواد كيميائية ضارة يسبب تدهور الخرسانة مع الوقت وزيادة احتمالية التشقق والتآكل. ينبغي استخدام مياه نظيفة وصالحة للشرب في الخلط، لضمان تفاعل سليم للأسمنت والحفاظ على جودة الخرسانة.
  • عدم الاستعانة بشركات متخصصة لتركيب الفواصل
تركيب فواصل التمدد والانكماش بواسطة أفراد غير متخصصين يؤدي إلى ضعف أدائها، وسرعة تلفها أو خلعها. يُوصى بالاستعانة بشركات معتمدة ومتخصصة لتركيب الفواصل واستخدام مواد معتمدة مطابقة للمواصفات.
  • ضعف مراقبة جودة المواد المستخدمة
عدم التأكد من جودة المواد مثل الأسمنت، الحديد، الأخشاب، الماء، مواد ملء الفواصل، وغيرها، يؤدي إلى انخفاض جودة الخرسانة وزيادة فرص التشقق. يجب التأكد من مطابقة جميع المواد للمواصفات الفنية، واتباع تعليمات الموردين والمصنّعين بدقة أثناء التنفيذ.

رابعا: أسباب ناتجة عن عوامل خارجية أخري.

  • التسربات المائية بسبب ري المزروعات أو الأمطار

عدم كفاءة أنظمة الري والصرف القريبة من الأرضيات الخرسانية، أو هطول الأمطار بغزارة، يؤدي إلى تسرب المياه إلى التربة تحت الأرضية، مما يتسبب في تفككها وهبوطها، وبالتالي ظهور تشققات أحيانًا قد تصل إلى انهيار البلاطات. لذا يجب التأكد من كفاءة أنظمة الري والصرف لضمان منع تسرب المياه إلى التربة المحيطة بالأرضيات. كما يمكن تنفيذ نظام الصرف الفرنسي (French drain) حول الأرضيات لمنع تسرب المياه إلى الأسفل.
  • الحركات الأرضية والزلازل
الحركات الأرضية والزلازل قد تسبب هبوطًا غير متساوٍ للتربة وحدوث تشققات في الأرضيات الخرسانية. لذلك، يجب تصميم الأرضيات لتحمل وتأمين مقاومة مناسبة للحركات الأرضية والزلازل في المناطق المعرضة لهذه المخاطر.
  • التعرض لأملاح التربة أو الكلوريدات
تعرض الخرسانة لنسب مرتفعة من أملاح التربة أو الكلوريدات يؤدي إلى تآكلها وتسريع ظهور التشققات. يجب استخدام مواد خرسانية ومواد إضافية مقاومة للتآكل في المناطق التي تعاني من هذه الظروف للحفاظ على سلامة الأرضيات.
  • التعرض لإجهادات ميكانيكية عالية
الأرضيات التي تتعرض لإجهادات ميكانيكية عالية مثل الاحتكاك الشديد، البري، أو التصادمات الثقيلة (وفقًا لما ينص عليه الكود المصري) تكون أكثر عرضة للتشققات والتآكل. لذلك يجب مراعاة هذه العوامل أثناء التصميم واختيار الخلطة الخرسانية المناسبة لتحمل هذه الأحمال.
  • عدم استخدام أنواع العزل المناسبة
إهمال استخدام أنواع العزل الملائمة، سواء للعزل من الرطوبة أو لحماية الخرسانة من التربة الضارة، يؤدي إلى تدهور الخرسانة وتقليل عمرها الافتراضي بشكل كبير. يجب اختيار وتنفيذ أنظمة عزل مناسبة وفعالة لضمان حماية الأرضيات الخرسانية من العوامل الضارة.

تقييم خطورة الشروخ (مدى السماحية).

من وجهة نظري، لا يعتمد تقييم الشروخ في الخرسانة فقط على عمقها أو اتساعها، بل على مدى خطورتها وتأثيرها على الاستخدام والبيئة المحيطة. فوجود شروخ صغيرة وغير خطيرة قد يكون مقبولًا في بعض الحالات، لكن يجب معالجتها لتجنب التشوهات والقلق النفسي لدى المستخدمين.

على سبيل المثال:

  • الشروخ المرئية التي لا تحتاج إلى إصلاح.

تُعد الشروخ السطحية في بعض أنواع الأرضيات، مثل ملاعب التنس الخرسانية التي سيتم تغطيتها بالنجيل الصناعي، أو الأرضيات المخصصة لمناطق ألعاب الأطفال والمغطاة بطبقة مطاطية من نوع EPDM، من الحالات التي لا تستدعي في العادة معالجة إنشائية، نظرًا لأن الغطاء النهائي يحجب الشروخ ولا يؤثر على أداء الأرضية.

ومع ذلك، ولضمان استقرار الطبقات العليا ومنع تطورها مستقبلاً، يُفضل تنفيذ معالجة بسيطة على النحو التالي:

  1. تنظيف الشرخ جيدًا باستخدام ضغط هواء لإزالة الأتربة.
  2. ملء الشرخ بمعجونة إيبوكسية مطاطية مناسبة.
  3. تغطية منطقة الشرخ بشريط من الشاش (Fiber Mesh).
  4. طلاء طبقات التأسيس والربط (Primer + Binder) بشكل منتظم قبل تركيب طبقة EPDM النهائية.
  • الشروخ البسيطة التي تحتاج إلى معالجة تجميلية.
كالشروخ الطفيفة في الأرضيات الخرسانية الممسوسة، التي لا تشكل خطرًا هيكليًا لكنها تؤثر على المظهر العام ويجب معالجتها لتحسين الشكل.
  • الشروخ المتوسطة والمتزايدة التي تستدعي المعالجة الوقائية.

تظهر الشروخ في أرضيات مواقف السيارات، على سبيل المثال، على شكل شروخ طولية موازية لفواصل التمدد، مما يشير إلى أن المسافة بين الفواصل تجاوزت الحد المسموح به للتمدد في الخرسانة. في هذه الحالة، يتم فتح الفاصل على شكل حرف V، ثم تنظيف الشرخ جيدًا من الأتربة والزيوت. بعد ذلك، تُملأ التشققات بأحد المواد التالية:

  1. مونة بوليمرية أسمنتية مثل أديبوند (Addibond).
  2. طرطشة السطح بمادة أديبوند قبل وضع مونة بوليمرية أسمنتية مسلحة بألياف زجاجية (fiberglass).
  3. دهان السطح بمادة رابطة مثل كيما بوكس 104 (Kimapoxy 104)، ثم ملء الشرخ بمونة إيبوكسي مثل كيما بوكس 165 (Kimapoxy 165)."
  • الشروخ الكبيرة والخطيرة التي تتطلب إعادة تنفيذ.

في بعض الأحيان، تظهر شروخ في المشايات الخرسانية وتستمر في الاتساع مع مرور الوقت. وللتأكد من استمرار اتساع هذه الشروخ، يمكن استخدام مسطرة قياس عرض الشروخ أو عمل بؤج جبسية ومراقبتها لفترة زمنية. غالبًا ما يكون السبب في ذلك هو هبوط التربة أسفل المشاية، والذي قد ينتج عن تسربات مياه الري المجاورة أو بسبب وجود تربة رديئة تحتوي على مخلفات وفراغات تؤدي إلى هبوط غير منتظم بمرور الوقت.

عند التأكد من استمرار اتساع الشروخ، يجب أولًا معالجة السبب الجذري، مثل تحسين شبكة الري أو استبدال التربة الرديئة، قبل معالجة المشايات الخرسانية نفسها. وتتم المعالجة على النحو التالي:

  1. تكسير الجزء التالف بالكامل بعد قصه بالمنشار من جميع الجوانب لتحديد حدوده بدقة.
  2. تطهير التربة أسفل المشاية من أي شوائب أو مواد غير مستقرة.
  3. إعادة الردم بتربة نظيفة جيدة النوعية ومدموكة على طبقات.
  4. فرش طبقة من مشمع البولي إيثيلين بسُمك 400 ميكرون كطبقة عازلة.
  5. تثبيت جوانب خشبية (نجارة) لضبط المنسوب والحدود.
  6. تخشين الأسطح الخرسانية القديمة ودهانها بمادة رابطة مناسبة.
  7. صب الخرسانة الجديدة والقيام بعملية المعالجة بالمياه جيدًا لضمان القوة والمتانة.

بالتالي، يجب تقييم الشروخ في الخرسانة بعناية فائقة مع دراسة تأثيرها على الاستخدام وظروف البيئة المحيطة، حيث قد لا تتطلب بعض الشروخ أي معالجة، في حين تتطلب شروخ أخرى إصلاحًا فوريًا لمنع حدوث أضرار هيكلية أو جمالية.

خاتمة: الوقاية من حدوث الشروخ خير من العلاج.

في النهاية، تمثل الشروخ في الأرضيات الخرسانية مشكلة شائعة لكنها قابلة للسيطرة والمعالجة إذا تم فهم أسبابها بدقة، بدءًا من طبيعة التربة وجودتها، مرورًا بطريقة الصب، ونوع الأسمنت المستخدم، وانتهاءً بظروف التشغيل والصيانة. إن الوقاية تبدأ دائمًا بتخطيط جيد وتنفيذ دقيق، ومعالجة أي خلل في مراحله المبكرة يمكن أن يوفر الكثير من التكاليف والمشكلات المستقبلية.

لذلك، يُنصح دائمًا بالالتزام بالمواصفات الفنية، وتنفيذ الاختبارات اللازمة، واستخدام المواد المناسبة لضمان أرضية خرسانية متينة ومستقرة تدوم لسنوات دون مشاكل.

تعليقات